.. هذا ومازلنا نسمع من مسئولي الإدارة السياسية في البلاد أن (الأزهر) بإدارته ومسئوليه ومناهجه وأساليبه العتيقة البالية هو المتحدث الرسمي (الوحيد) المقبول عن دين الله -سبحانه- وأنه بما يدعو إليه من إسلام (وسطيّ) هو خير وسيلة لمكافحة التيارات الدينية المتطرّفة التي تدعم وتنشر الإرهاب !
ولا أدري .. بعدما كشف القائمون علي أمر هذا المركز عوار وعيوب الفقه السني القديم الذي تقوم علي أكتافه مناهج الأزهر بما يسمونه (فقه المذاهب الأربعة) عن أيّ (وسطية) يتحدث هؤلاء ؟!
ففي أحد البرامج الذي ناظر فيها أستاذي أحمد ماهر أحد ‘علماء’ تلك المؤسسة الدينية الرسمية (الوسطيّة) ادّعي الأخير موافقته وزملاءه علي مشاريع تجديد وتحديث المناهج بما يكفل (تجفيف) منابع أي فكر إرهابي ينتشر بين طلاّبه وطالباته بما يهدّد مستقبلهم وأمن بلدهم؛ فلما واجهه أستاذ أحمد بفقه (قتل تارك الصلاة) قال الرجل بعد أن بسمل وتنحنح،
واعتدل في جلسته ما يلي :
– الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله، أما إن كان تركها إهمالاً وتكاسلاً وهو مقرٌّ بها ومعترف بوجوبها، فليس عليه شيء؛ وإن إنكاراً واستكباراً ورفضاً؛ فالاستتابة وإلا …. القتل .
– لماذا يا أخي ؟!
– لأنه بذلك ينشر الفساد والإفساد في الأرض ..
فأيّ فساد وأيّ إفساد ؟!
وما أراه هو أن :
صاحب هذا الفكر وواضعه والمؤسّس له، إن كان أحد الأئمة الأربعة أو خامسهم ابن تيمية او ابن الجوزية او أي إبن فيهم؛
هو الذي كان من المفروض أن يُقتَل لفتاويه الإرهابية المتطرفة، ودون استتابة ..
ما بال أولئك القوم الأزاهرة وأخبار الدواعش تجوب أرض الله ويتطوّع في صفوفهم الأوروبيون والآسيويون وجنسيات من كل بقاع العالم ؟! هل ختم الله علي قلوبهم فلا يفقهون، وعلي حواسّهم جميعاً فلا يدركون ؟!
هل هناك قتل وذبح وجلد وسلخ ورجم (وسطيّ) ؟!
وهل قتل المخالف وتصفية المعارض وسطية ؟!
ألا فلتذهب وسطيّتهم إلي الجحيم ..
يستطيع الآن القائمون علي أمر هذا المركز، وعلي رأسهم الأستاذ أحمد ماهر؛ وأنا أعلم أنه يختصم مسئولي مؤسسة الوسطية قضائياً، أن يبشّرهم في أول لقاء يجمعه برموزهم، بأن فقههم إلي زوال إن شاء الله،
لقول رب العزة والجلال سبحانه وتعالي :
“……….وَاللهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ”
وأمر الله يقرّ (حرية العقيدة) بما لا يقبل الشك ولا الجدال؛ أمر الله يكفل الحرية لخلقه في أرضه؛ أمر الله لا يعرف الجَبْر ولا الإكراه؛ أمر الله لا يتهاون مع النفاق والمنافقين؛ أمر الله ينصّ علي خلق الناس شعوباً وقبائل ل(يتعارفوا) وليس ليتقاتلوا ويتجالدوا ويتراجموا؛ لذا أمر الله غالب علي أمره، وفقه التقتيل والتخنيق والتذبيح إلي زوال ب… أمر الله .
وإليكم نماذج من (الفقه الذي يدرس في الأزهر ليومنا هذا) :
لبيان مدي الاستهانة بقيمة النفس البشرية !
النموج الأول (تكفير وقتل من يجهر بالنية)
“الحمد لله الجهر بلفظ النية ليس مشروعا عند أحد من علماء المسلمين ولا فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا فعله أحد من خلفائه وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها ومن ادعى أن ذلك دين الله وأنه واجب فإنه يجب تعريفه الشريعة واستتابته من هذا القول فإن أصر على ذلك قتل “..مجموع الفتاوى(ج5 ص 153).
النموذج الثاني (تكفير وقتل من يأكل الحيات والعقارب).
“الحمد لله أكل الخبائث وأكل الحيات والعقارب حرام بإجماع المسلمين . فمن أكلها مستحلا لذلك فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل “..مجموع الفتاوى..(3/ 51)
النموذج الثالث (تكفير وقتل تارك صلاة الجماعة والجمعة).
“فإن التعبد بترك الجمعة والجماعة بحيث يرى أن تركهما أفضل من شهودهما مطلقا كفر يجب أن يستتاب صاحبه منه فإن تاب وإلا قتل”..مجموع الفتاوى..(3/ 52)
النموذج الرابع (تكفير وقتل من يخالفه في فهم الشرع)
“فأما الشرع المنزل : فهو ما ثبت عن الرسول من الكتاب والسنة وهذا الشرع يجب على الأولين والآخرين اتباعه وأفضل أولياء الله أكملهم اتباعا له ومن لم يلتزم هذا الشرع أو طعن فيه أو جوز لأحد الخروج عنه فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل”…مجموع الفتاوى..(3/ 33
النموذج الخامس..( تكفير وقتل من يقول أن القرآن مخلوق).
“اشتهر عن أئمة السلف تكفير من قال : القرآن مخلوق وأنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل”..مجموع الفتاوى..(3/ 128)
النموذج السادس..( تكفير وقتل من يتأخر عن الصلاة).
“ولا للمستأجر أن يمنع الأجير من الصلاة في وقتها . ومن أخرها لصناعة أو صيد أو خدمة أستاذ أو غير ذلك حتى تغيب الشمس وجبت عقوبته ، بل يجب قتله عند جمهور العلماء بعد أن يستتاب” مجموع الفتاوى..(5/ 80)
النموذج السابع (تكفير وقتل من يُحرّم الأجر نظير العلم لو كان غنيا)ً
” وهل يجوز الارتزاق مع الغنى ؟ على قولين للعلماء . فلم يقل أحد من المسلمين أن عمل هذه الأعمال بغير أجر لا يجوز . ومن قال : إن ذلك لا يجوز ؛ فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل “..مجموع الفتاوى..(5/ 80)
النموذج الثامن..( تكفير وقتل من يقول بقتال الصحابة).
“وأما من قال : إن أحدا من الصحابة أهل الصفة أو غيرهم أو التابعين أو تابعي التابعين قاتل مع الكفار أو قاتلوا النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه أو أنهم كانوا يستحلون ذلك أو أنه يجوز ذلك . فهذا ضال غاو ؛ بل كافر يجب أن يستتاب من ذلك فإن تاب وإلا قتل”..مجموع الفتاوى..(2/ 448).
ومن فقه ابن عثيمين:
• إذا رأيت النصراني أغمض عيني كراهة أن أرى بعيني عدو الله [ مجموع فتاوى ورسائل الشيخ العثيمين ج10 ص673 ].
• يعتبر ابن العثيمين أن الترحيب بغير المسلم من المسلم ما هو إلا إذلال للمسلم لنفسه. [ ج3 ص34 المرجع السابق ].
• وإذا كان المسلم في خدمة غير المسلم فلا يقدم له الشاي مثلا ليأخذه بيده بل يضعه على الطاولة ثم يمضي ولا يسلمها له يدا بيد.[ ج3 ص34 المرجع السابق ].
• ولا يجوز تعزيتهم ولا شهود جنائزهم، لأن كل كافر عدو للمسلمين، ومعلوم أن العدو لا ينبغي أن يواسى أو يشجع للمشي معه، ويجوز أن نقبل تعزيتهم لنا. [ج17 ص351 المرجع السابق].
أولئك هم (فقهاء وأئمة) الأمة الذين تعضّ علي فقههم وتراثهم بالنواجذ !
ومازلنا نتعجّب ونتساءل : من أين خرج علينا الد(واعش) ال(جدد) ؟!
– يُدين رب العالمين -كما ورد في القرآن قتل النفس (التي حرَّم الله إلا بالحق : نفسٌ بنفس أو إفسادٌ في الأرض)
علي حين :
– يطالبنا الفقه القديم الذي يؤمن بالروايات البشرية إيمانه بكتاب ربنا الحكيم أو ربما أكثر، بقتال وقتل من لا يؤمن بالله ويشهد الشهادتين؛ بحسب ما أوصت به العنعنات عن أن رسول الله بُعِث ب’الرعب’ وأنه أُمِر بقتل ‘الناس’ حتي يشهدوا !
فكل من لم يشهد ولا يشهد هو كافرٌ نجس !
إذن :
فالكفّار الكفرة -حسب هذا الفقه- أشرارٌ أنجاس ..
في حين أننا نحن المسلمون :
كنا وسنظل :
(خير) أمة أُخرِجَت ل(الناس) !!!
سيظل (اختلافنا) لوناً وجنساً وعرقاً وديناً وانتماءاً وثقافة .. سيظل حكمة إلهية نافذة، ولو كره الكارهون ..