RSS

Daily Archives: March 22, 2012

مع ” رباعيّات الخيّام “

مقتطفات من رباعيّات الخيّام، للحكيم النيسابوري المُفتَري عليه ..
كان عمر الخيّام حكيماً فيلسوفاً، حُجّة في عصره، وكان يجالس الملوك،
وكان عالماً في الرياضة والطب والفقه
قال عنه أحد دارسيه :
” إن الذي بدا لي من رباعيات الخيام أنه كان جَمّ الشكوك،
كثير الارتياب، عظيم الاضطراب، ذا روح قلقة تحيط بها الهواجس والخطَرات،
ونفس متألمة تكتنفها الوساوس والخيالات، وقد ظهرت شخصيته في رباعياته،
بمظهر الشاكّ المرتاب القلق، مما دفع البعض للاعتقاد أنه كان متشائماً في عقيدته ”
ولكن يقول عنه الشهرزوري في كتابه (نزهة الأرواح وروضة الأفراح) أن الخيام
قُبِض بينما كان يتأمل الإلهيات من كتاب الشفاء لابن سينا،
وكان آخر ما قاله في سجوده :

” اللهم إني عرّفتُك علي مبلغ إمكاني، فاغفر لي؛ فإن معرفتي إياك وسيلتي إليك ”

– والآن مع شعر الخيّام، يقول :

تدين لي الدنيا بل السبعة العلا * بل الأفق الأعلي إذا جاش خاطري

أصوم عن الفحشاء جهراً وخفية * عفافاً وإفطاري بتقديس فاطري

وكم عصبة ضلّت عن الحق فاهتدت * بطرق الهدي من فيضي المتقاطر

– وفي الإحساس بالجَبْرية ومحاولة فك رمز القضاء، يقول :

* أحسّ في نفسي ربيب الفناء

ولم أَصْبُ في العيش إلا الشقاء

يا حسرنا إن حان حين ولم

يُتَح لفكري حل لغز القضاء

* لبستُ ثوب العيش لم أُسْتَشَر

وحرتُ فيه بين شتّي الفِكَر

وسوف أنضو الثوب عني ولم

أدري لماذا جئت ؟ أين المفرّ ؟

* أن تُفْصَل القطرة من بحرها

ففي مداه منتهي أمرها

تقاربت يارب ما بيننا

مسافة البعد علي مقدرها

* إن الذي يعرف سر القضاء

يري سواء سعده والشقاء

العَيْش فان فلنَدَع أمره

أكان داء مسّنا أم دواء

– وفي الدعوة إلي العفو والصفاء يقول :

أَحْسِن إلي الأعداء والأصدقاء

فإنما أنس القلوب الصفاء

واغفر لأصحابك زلاّتهم

وسامح الأعداء تمْحُ الصداء

– وعن اختيار الصديق، يقول :

عاشر من الناس كبار العقول

وجانب الجهّال أهل الفضول

واشرب نقيع السّم من عاقل

واسكب علي الأرض دواء الجهول

* إن الذي تأنس فيه الوفاء

لا يحفظ الودّ وعهد الإخاء

فعاشر الناس علي ريبة

منهم ولا تكثر من الأصدقاء

– وفي التأمل ومخاطبة الله سبحانه، يقول :

* يا من يحار الفهمُ في قدرتك

وتطلب النفسُ حِمَي طاعتك

أَسْكَرَني الاشم ولكنني

صَحَوْتُ بالآمال في رحمتك

* إن لم أكن أخلصتُ في طاعتك

فإنني أطمع في رحمتك

وإنما يشفع لي أنني

قد عشتُ لا أُشركُ في وحدتك

* يا عالم الأسرار علم اليقين

يا كاشف الضرّ عن البائسين

يا قابل الأعذار فِئْنا إلي

ظلّك فاقبلْ توبة التائبين

(رباعيّات الخيّام * أحمد رامي)

 
Leave a comment

Posted by on March 22, 2012 in Miscellaneous

 

Tags: , ,

بوسماعين، ومن علي شاكلته .. ارحمونا

هذا الردّ كتبتُه ردّاً علي مقال يكشف عوار وعيوب المرشّح نفسه للرئاسة (بوسماعين)
أردّ فيه أيضاً علي من يعلن أنه هاينتخبه، لانه زهق من “خبراء السياسة” الحكام السابقين :

أتفق جداً علي ما جاء في المقال ، ولاشك عندي في ذلك قدر أنملة ..
من يصرّون علي رفع رايات الدين في السياسة، ويحشرون الدين حَشراً
في طرحهم السياسي بمواءماته الضرورية و تنازلاته الأخلاقية التي تحتّمها المصلحة
هم في حقيقة الأمر يمتهنون الدين،ويعرّضونه من حيث يعلمون او لا يعلمون
إحتكار الحقيقة المطلقة هي مصيبة هؤلاء الخلق، فكيف السبيل إلي إقامة حوارات
وسجالات ومناظرات مع أناس تدّعي التماهي مع الدين، بحيث يتحوّل أي خلاف فكري
بينك وبينهم فجأة إلي اتّهامات جاهزة أخفّها انك عميل صهيوني او امريكاني
وأثقلها المروق من الدين وإنكار وجوده في الحياه !!!
فاكرين حوار العاشرة مساء بين د. خالد منصر وسي صبحي افندي صالح
تاني يوم نزّل الأخير ڤيديو يتحسّر فيه علي من يهاجمون الإسلام !
ولم يجد أيّة غضاضة في أن يشبّه نفسه (وهو المخطئ) برسول الله في مهاجمة “الكفّار له”
لن أنتخب من يرفع راية الدين،ويتاجر به للحصول علي مصالحه وتمريرها بجهل ورعونة …
ملحوظة علي كاتب مقال التأييد و”المُبايَعة” :
مع احترامي، لم يكن العسكريون ممن حكم مصر بعد الملك، باستثناء نجيب
لم يكونوا “خبراء” او “محترفي سياسة” أبداً … كانوا فقط عسكريون !
وأنت تري بنفسك إلام أوصلنا هكذا حكم طوال اكثر من ستين عاماً (فترة انتقامية)
وليس مبرّراً أبداً بسبب عدم اقتناعي برؤساء الماضي اننا نستبدل حكماً ديكتاتورياً دينياً
بحكم ديكتاتوري عسكري … ليس معقولاً ابداً ولا مقبول
حين الاختيار (اذا كان هايبقي فيه اختيار فعلاً، ومانلاقيش نفسنا مدّبسين في غزوة صناديق تانيه!)
لابد من إعمال العقل، ووزن الأمور، والبحث عن الأصلح من جميع الوجوه (مش اللجوء للمختلف وخلاص!)
في السياسة والحكم، لازم أحطّ حد أعرف أراجعه وأحاسبه -دون حصانه وحماره- مش حدّ يتنطط عليه باسم
أيديولوچيات لا دينية (عدم مخالفة شرع الله !) ولاعسكرية (حامي حِمي البلد وأهلها) !!!
قام المصريون الشرفاء بثورة محترمة أبيّة، تعلن رفضها للظلم والاستبداد والفساد،
وتطمح -جلّ طموحها- للإصلاح وفتح سبل العيش الكريم والعدل والكرامة الإنسانيّة؛ فهل هذا كثير ؟؟؟
وما المُعجِز في ذلك !!!

 
Leave a comment

Posted by on March 22, 2012 in Politics

 

Tags: , ,